ليس على المريض حرج .. وهبي يعود من عملية على الرأس معلنا عن تغيير تاريخ الأمة بطرد الجماني( أمر دبر في فقرة )
بقلم: محمد الإدريسي
عاد وهبي من فترة نقاهة بعد وعكة صحية ، ليحضر نشاطا نسائيا في بوزنيقة ، ظهر خلاله بضمادة على رأسه ، وقال كلمته الشهيرة : “لقد أسسنا هذا الحزب لنغير تاريخ هذه الامة “.
ليأتي أول قرار في تغيير تاريخ الأمة المغربية ، بعدها بأيام ، فأعلن من خلال المكتب السياسي عن التوجه الى طرد برلماني ، وتجميد عضوية ثلاثة برلمانيين آخرين أحدهما مستشار .
وفي قراءة للأشخاص المعنيين بالعقوبة حسب التسريبات، نجد على رأس اللائحة قرار طرد برلماني الصحراء الذي يعتبر أقلهم ضررا ، وأكثرهم بعدا عن الفقرة المسمومة وعن الوصف الذي علل به المكتب السياسي قرار الطرد ، بل على العكس لا تعنيه الجملة التي قال المكتب السياسي في بلاغه بأن البرلماني المطرود “يعرقل عمل الحزب ويعيق تطوره بالعيون والأقاليم المجاورة لها، ويرفض فتح المجال أمام الطاقات الشبابية والنسائية في المبادرة والعمل”.
وأكثر من ذلك ، هذه الفقرة دليل براءته ، وحجة على المكتب السياسي، وليس العكس ، فبرلماني العيون “المعني بالطرد ” في انتظار تأكيد رسمي ، هو من فتح الباب على مصراعيه للشباب ، وجهلهم في مقدمة اللوائح ، ومهد لهم الطريق وكان سببا في تطعيم الساحة السياسية المحلية بطاقات شبابية فريدة رجالية ونسائية، ولأول مرة تشهد الصحراء حراكا سياسيا أخرج عفن المياه الآسنة التي نبتت على جنباتها طفيليات بعد طول ركود واستتباب أمر لوحوش سياسية أكلت كل شيء وأثارت الرعب في كل الأطياف والوافدين السياسيين الجدد، حتى استحال التغيير ، قبل أن تجلب سفينة “الجماني” ملائكة من خيرة الشباب والمثقفين أثرت الساحة السياسية المحلية والجهوية والوطنية.
فعن أي عرقلة يتحدث مكتب البام ؟، وأي تدخل لعبه البرلماني في عرقلة تطور مدينة العيون ؟ ، هل اشتكى مجلس جماعة العيون لوهبي عرقلة “الجماني” لتطور العيون .
ألا نفهم ان الفقرة واضحة وضوح الشمس ، وتحيل على أن السبب في طرد الجماني، جاء بسبب نقاش ملفات جماعة العيون في العلن ، وابداء ملاحظات حول ميزانيات التسيير ، أقلقت جهة ما ، فاشتكت لمركزية الحزب ، التي لجأت لنظرية آخر العلاج الكي ، وصاغت بيانا أعورا يفضح ما بين السطور ، ويشي بما لا يدع للشك بالأسباب الحقيقية لقرار الطرد .
في ما سبق ، لا توجد مؤشرات واضحة لقرار كهذا ، وربما لو لم تكن التسريبات التي تحدثت عن “الجماني” كمعني بالطرد ، وتركت الفقرة كما هي ، لفهم الجميع أن القرار يعني برلمانا آخر بين المعنيين في البلاغ ، كان له الأثر البالغ في التأثير على لحمة الأغلبية، واتهم بالتسبب في تصدعها، وكان متوقعا قرار طرده قبل مدة.
مباشرة بعد البلاغ، ذهب أغلب المتتبعين للشأن الحزبي البامي ، الى أنه ربما جاء إدراج اسم مدينة العيون خطأ، أو كتب سهوا ، أو أنه أضيف في آخر لحظة مكان مدينة أخرى يوجد بها البرلماني المعني بالطرد. فهل كُتبت المدينة في آخر لحظة مكان مدينة أخرى ؟، أو تلقت الجهة التي ذكرنا وعدا بالتعديل في نص البلاغ بعد المصادقة عليه وأخذ وعد بتغيير الاسم بما يتماشى والسماح لتلك الجهة بتطوير مدينة العيون بالشكل الذي تريد ، دون عرقلة.
آخرون ، رأوا أن الوعكة الصحية والنزيف الذي تعرض له عبد اللطيف وهبي ، أثر في نص قرار الطرد ، فأعلن عن غير قصد طرد شخص مكان آخر ، بعدما أثرت الوعكة الصحية في تحديد الاسم بدقة ، وهنا نقول ” ليس على المريض حرج ” .